ذكرى مجزرة مستشفى غريان.. 4 أعوام ومرتكبيها مازالوا طلقاء
تمر أول أمس الذكرى الثالثة للمجزرة البشعة التي نفذتها الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق السابقة، ضد جنود الجيش الليبي الجرحى خلال تلقيهم العلاج داخل المستشفى غريان، في مجزرة تعكس تجردهم الكامل من كل القيم الإنسانية.
ففي يوم 28 يونيو 2019، اقتحمت عناصر من ميليشيات طرابلس مستشفى غريان، وهي المدينة الواقعة شمال غربي ليبيا، وقامت بتصفية جرحى الجيش الوطني الليبي، دون أي احترام للمواثيق والقوانين الدولية بشأن معاملة جرحى وأسرى الحروب.
وجاءت تلك العملية بعد يومين من استعادة ميليشيات طرابلس السيطرة على غريان، التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسة للجيش الليبي في معاركه جنوب العاصمة.
وأسفرت العميلة الإجرامية عن مقتل نحو 63 من جنود الجيش الليبي، ولم يتم التعرف على 36 جثماناً منهم، بسبب بشاعة المقتلة التي تعرضوا لها.
حاولت حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج، آنذاك نفي وقوع المجزرة وادعاء أنها مجرد إشاعات، إلا أن مركز الخبرة القضائية في ليبيا توصل إلى أسباب مقتل الجنود.
وأكد قسم الطب الشرعي للمركز تعرض عدد من الجنود إلى التصفية وأن الضحايا تعرضوا للرمي بالرصاص وأصيب آخرون بأعيرة نارية متتالية من مسافات قريبة ما يعني تعرضهم لعملية إعدام ميداني.
كما اتضحت خيوط الحادث أكثر، بعدما تأكد مقتل أحد ضباط الجيش الليبي، من مدينة الكفرة، بعدما كان مصاباً وجريحاً في مستشفى غريان، ويتلقى العلاج والإسعافات، لكن تمت تصفيته.
وآن ذاك، قال القائد الميداني بميليشيات الوفاق، خالد الطبيب، على صفحته بموقع فيسبوك: ” أنهم لا يحتاجون إلى تبرير أي فعل وجرم ارتكبوه، وكتب: “لو ترك الأمر لي لقمت بقتل كل الجرحى في غريان وبما أنهم مصابين فهذا يعني أنهم كانوا في الجبهات”.
وتستر السراج على الإرهابيين الذين نفذوا المجزرة، وتقول مصادر إنهم كانوا من تنظيم مجلس شورى ثوار بنغازي، الذين هربوا من الشرق الليبي بعد تحريره من قبل قوات الجيش الوطني، وانضموا لميليشيات الوفاق.