من نصدق؟.. الدبيبة الذي دعم الميليشيات أم الذي تعهّد بالقضاء عليها؟

أثارت سلسلة من التصريحات المتضاربة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة تساؤلات واسعة حول موقفه الحقيقي من التشكيلات المسلحة، التي لطالما شكلت أحد أبرز ملامح المشهد الأمني في غرب ليبيا.
ففي يناير 2024، قال الدبيبة بوضوح: “الميليشيات أبناءنا وفلذات أكبادنا”، مضيفًا أنه “لا يمكن التخلي عنها”، كما دافع عن تعيين وزير الداخلية آنذاك رغم تاريخه كرئيس ميليشيا، مؤكدًا أن له “مزايا في حفظ الأمن”.
لكن بحلول منتصف 2025، تغيّر الخطاب بشكل لافت. ففي مايو، تحدث الدبيبة عن “مشروع ليبيا خالية من الميليشيات والفساد”، وأكد في يونيو على “ضرورة حل الميليشيات أو أي جسم غير رسمي”، قبل أن يعلن في يوليو أن “التشكيلات المسلحة أصبحت دولة داخل الدولة”.
هذا التناقض في التصريحات أعاد فتح النقاش حول حدود سلطة الحكومة في طرابلس، وعلاقتها بالتشكيلات المسلحة، لا سيما مع تصاعد التوترات الأمنية في العاصمة، وتزايد الدعوات لحل هذه الكيانات وإعادة بناء المؤسسات الأمنية تحت إشراف الدولة.
وبات السؤال المطروح في الشارع الليبي: من نصدّق؟ الدبيبة الذي وصف الميليشيات ذات يوم بأنها أبناء الوطن، أم الذي يتوعد اليوم بـ”نهاية الدولة داخل الدولة”؟
