نهاية مفاجئة لأحد أبرز قادة الميليشيات في طرابلس.. من هو عبد الغني الككلي “غنيوة”؟

في تطور مفاجئ، لقي عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، مصرعه في معسكر التكبالي بالعاصمة طرابلس، برفقة حرسه الخاص، ما أثار العديد من التساؤلات حول مسيرته المثيرة للجدل ودوره في المشهد الأمني الليبي.
وُلد غنيوة في مدينة بنغازي، وانتقل في صغره مع أسرته إلى طرابلس، حيث عمل مع والده في مخبز النصر بمنطقة أبوسليم. ترك الدراسة مبكرًا واتجه إلى عالم الإجرام، حيث تورط في تجارة المخدرات والخمور المهربة، قبل أن يُدان في جريمة قتل حُكم عليه بسببها بالسجن لمدة 14 عامًا.
مع اندلاع أحداث فبراير 2011، تمكّن غنيوة من الهروب من السجن، مستغلًا الفوضى الأمنية لتشكيل ميليشيا مسلحة أطلق عليها اسم “الأمن المركزي”، ليصبح بذلك أحد أبرز الشخصيات المسلحة النافذة في العاصمة طرابلس.
في عام 2020، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج قرارًا بتعيينه رئيسًا لجهاز “دعم الاستقرار”، وهو الجهاز الذي توسعت صلاحياته لتشمل حماية المقرات الرسمية وتأمين الشخصيات العامة، إضافة إلى المشاركة في العمليات العسكرية. ومع تسلّم حكومة الوحدة الوطنية السلطة في مارس 2021، اتسعت رقعة نفوذه بشكل كبير في طرابلس ومحيطها، حيث ارتبط اسمه بعدة اشتباكات مسلحة في المنطقة الغربية.
ورغم الاتهامات الموجهة له بارتكاب انتهاكات واسعة، كان يظهر مرارًا في مناسبات رسمية مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، في إشارة إلى حجم نفوذه وقبوله لدى السلطات. كما كشفت وثائق مسربة من وزارة المالية الليبية تخصيص 16.8 مليون دينار من باب الطوارئ لدعم جهاز دعم الاستقرار الذي يقوده، مما أثار تساؤلات حول مصادر تمويله وتأثيره في العاصمة.
جاءت نهاية غنيوة في معسكر التكبالي بشكل مفاجئ، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول تداعيات اغتياله، ومدى تأثير ذلك على موازين القوى في طرابلس، ومستقبل جهاز دعم الاستقرار الذي كان يقوده بقبضة حديدية.
