فيديوغراف

طرابلس تحت النار.. وشرق ليبيا إعمار واستقرار

اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة اندلعت في شوارع العاصمة الليبية طرابلس، بين الميليشيات والجماعات المتطرفة، لتعيد مشهد الفوضى والانفلات الأمني الذي لم يفارق المدينة منذ سنوات.

يومان من العنف والدموية عاشتهما طرابلس، بعد مقتل أحد أكبر قادة الميليشيات “غنيوة الككلي”، الرجل الذي كان يُعد أحد أبرز وجوه التسلح في العاصمة. مقتل “غنيوة” أشعل فتيل الصراع بين المجموعات المسلحة، في مشهد أعاد للأذهان صراعات النفوذ والسيطرة على مناطق المدينة.

في خضم هذه الأحداث، وُجهت أصابع الاتهام إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، باعتباره المحرك الأساسي لهذه الميليشيات، مستغلاً التحالفات المتغيرة بينها لضمان بقائه في السلطة. مراقبون يرون أن تحريك الميليشيات في هذا التوقيت ليس عشوائيًا، بل هو جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تثبيت نفوذ دبيبة في طرابلس عبر إضعاف خصومه من القادة العسكريين والمسلحين.

التحالفات في طرابلس لا تستقر على حال؛ فالمليشيات تتبدل ولاءاتها، وموازين القوى تتغير مع كل جولة اشتباكات، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني وغلبة المصالح الشخصية على حساب استقرار العاصمة. ميليشيات تنهار وأخرى تصعد لتحكم بالحديد والنار، والهدف واحد: السيطرة المطلقة على مفاصل العاصمة، مهما كان الثمن من دماء الأبرياء.

بينما يغرق الغرب الليبي في دوامة العنف والاقتتال، يسير الشرق في مسار مغاير تمامًا؛ حيث يفرض الجيش الوطني سيطرته على المدن والمناطق، مُعيدًا الأمن والاستقرار. منذ عملية الكرامة، شهدت بنغازي وباقي مدن الشرق انتعاشًا في مشاريع الإعمار والتنمية، وسط غياب كامل للمليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.

المشاريع القومية تنتشر في مختلف المناطق، والمواطنون يعيشون حياتهم اليومية في أمان، بعيدًا عن صوت الرصاص والانفجارات، فيما تستمر مؤسسات الدولة في أداء دورها دون تدخل المسلحين.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل يستطيع الغرب الليبي أن يسير على نفس نهج الشرق في فرض الأمن والاستقرار وإبعاد الميليشيات عن المشهد؟ أم تبقى دوامة العنف والاقتتال عنوانه إلى آخر المشوار؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى