غير مصنف

المطبع مع الإسرائيليين والمدافع عن الفلسطينيين.. أي وجه لـ”الدبيبة” يصدق الليبيون؟

في أغسطس 2023، فُجرت فضيحة سياسية مدوية بعد إعلان إسرائيل عن لقاء جمع وزير خارجيتها بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما.

رغم محاولة حكومة عبد الحميد الدبيبة التنصل من الواقعة بإقالة المنقوش، إلا أن تداعيات اللقاء طالت رأس الحكومة، وخلّفت حالة غضب شعبي واسعة، خاصة في ظل الرفض الشعبي الواسع لأي شكل من أشكال التطبيع.

مرّت أكثر من سنة، وعادت المنقوش لتؤكد أن اللقاء لم يكن فرديًا أو عابرًا، بل تم بتكليف مباشر من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة نفسه، وهو ما وضع الأخير مجددًا في مرمى الانتقادات، وأعاد النقاش حول صدقية خطاب حكومة الوحدة بشأن “الثوابت الوطنية”.

وفي المقابل، يحاول الدبيبة اليوم تقديم نفسه في صورة المدافع عن القضية الفلسطينية، عبر إعلانه دعم قافلة “الصمود” المتجهة إلى غزة، في مشهد لا يخلو من التناقض.

هذا التباين في المواقف يطرح سؤالًا كبيرًا: هل ما نراه هو تحول في الموقف الرسمي، أم مجرد محاولة جديدة من الدبيبة لإعادة ترميم صورته داخليًا بعد سلسلة من الإخفاقات السياسية والأمنية؟ خصوصًا في ظل ضغط شعبي متصاعد للمطالبة برحيله، وتحركات برلمانية لتشكيل حكومة جديدة.

بالتالي، الإجابة ليست في ما يقوله الدبيبة اليوم، بل في سجل قراراته وتحركاته السابقة، التي تبيّن أنه حاول اللعب على الحبال، متنقّلًا بين خطاب الداخل ومصالح الخارج، وهو ما يجعل الثقة في الموقف الحالي محلّ شك واسع، لا سيّما في غياب شفافية أو محاسبة حقيقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى