بئر الغنم.. جحيم المهاجرين في غرب ليبيا

في قلب جنوب غربي طرابلس، يقف مركز احتجاز بئر الغنم شاهدًا على واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في ليبيا. أكثر من 600 مهاجر محتجزون في أوضاع قاسية، يفتقدون أبسط مقومات الحياة من غذاء ومياه صالحة للشرب، ويواجهون انتهاكات جسدية وجنسية متكررة، فضلًا عن عمليات ابتزاز يتعرض لها ذووهم مقابل وعود كاذبة بإطلاق سراحهم.
تتحدث شهادات الناجين عن تورط مجموعات مسلّحة وقيادات مرتبطة بحكومة عبد الحميد الدبيبة في السيطرة على هذا المركز وغيره من مراكز غرب ليبيا، حيث تحوّلت حياة المهاجرين إلى وسيلة للربح غير المشروع.
ورغم تزايد التقارير الحقوقية المحلية والدولية التي تكشف حجم الانتهاكات، يلتزم الاتحاد الأوروبي صمتًا لافتًا، في إطار سياسة تهدف لإبقاء المهاجرين بعيدًا عن سواحله مهما كان الثمن الإنساني.
بين مطرقة الميليشيات وسندان التجاهل الدولي، يظل المهاجرون في بئر الغنم يواجهون مصيرًا غامضًا، لتظل المأساة مفتوحة على سؤال واحد: من يوقف هذا النزيف الإنساني؟