فيديوغراف

الذكرى الـ11 لأحداث “فجر ليبيا”.. الدمار لا يزال حاضرًا والانقسام مستمر

مرت 11 عامًا على اندلاع عملية “فجر ليبيا”، التي شهدتها العاصمة طرابلس في صيف عام 2014، والتي مثّلت تحولًا مفصليًا في مسار الصراع الليبي، وعمّقت الانقسام السياسي والمؤسساتي في البلاد.

واندلعت الاشتباكات المسلحة بين تشكيلات مسلحة من مدن الغرب الليبي، أبرزها مصراتة وطرابلس، وقوات موالية للجيش الوطني الليبي، وسيطرت خلالها التشكيلات المنضوية تحت عملية “فجر ليبيا” على مطار طرابلس الدولي بعد أسابيع من المواجهات، ما أدى إلى تدميره وتلف عدد من الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية الليبية والأفريقية.

وتسببت العملية، بحسب تقارير حقوقية، في تهجير مئات العائلات من مناطق جنوب طرابلس، وتدمير البنية التحتية للمطار والمنشآت المحيطة به، إلى جانب اتساع دائرة الانقسام السياسي، عقب رفض العملية نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2014، والتي أفرزت مجلس النواب المنعقد في طبرق.

وقد أقرّ محمد صوان، الرئيس السابق لحزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، في تصريحات سابقة، بمشاركة الحزب في دعم عملية فجر ليبيا، معتبراً أنها جاءت لإعادة التوازن السياسي بعد ما وصفه بـ”الإقصاء” عقب نتائج انتخابات 2014. كما أكد أن الاتفاق السياسي في الصخيرات كان مكملاً لأهداف العملية، في انتزاع السلطة من الحكومة والبرلمان المنبثقين عن تلك الانتخابات.

وحظيت العملية آنذاك بدعم بعض الشخصيات السياسية والدينية، من بينها المفتي السابق الصادق الغرياني ورئيس مجلس الدولة الحالي خالد المشري، بينما قاد المحور الشرقي للهجوم على المطار القيادي في المؤتمر الوطني العام حينها، صلاح بادي، تحت مسمى “عملية قسورة”.

وأسفرت العملية عن تدمير أكثر من 20 طائرة، من بينها طائرات مدنية ومروحيات حديثة تابعة لوزارة الداخلية، كما أدت إلى تعطيل مطار طرابلس الدولي وخروجه من الخدمة حتى اليوم، رغم مرور أكثر من عقد على تلك الأحداث.

ولا تزال آثار “فجر ليبيا” حاضرة في المشهد السياسي والعسكري الليبي، إذ تُعد أحد أبرز أسباب الانقسام القائم حتى اليوم بين شرق البلاد وغربها، في ظل تعثر جهود توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتعطّل مسارات المصالحة الشاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى