فيديوغراف

الذكرى الـ10 لمعركة “آل حرير”.. درنة تخلد بطولة عائلة تصدت لداعش دفاعاً عن الأرض والشرف

تحل اليوم الذكرى الـ10 لإحدى المحطات المضيئة في تاريخ النضال الليبي ضد الإرهاب، عندما سطرت عائلة “آل حرير” بدماء أبنائها ملحمة بطولية خالدة، أصبحت رمزاً للصمود في وجه تنظيم داعش الإرهابي في مدينة درنة.

في مثل هذا اليوم، العشرين من أبريل عام 2015، اندلعت مواجهة مسلحة استثنائية بين أفراد عائلة عيسى أحرير المنصوري ومجموعة من مقاتلي داعش، بعدما شن أكثر من ثلاثين إرهابياً بقيادة المدعو حسن بوذهب هجوماً على منزل العائلة الواقعة في منطقة شيحا غرب درنة. التنظيم الذي كان يسيطر على أجزاء من المدينة، زعم أنه ينفذ “حكم القصاص” بحق محمد عيسى أحرير المنصوري، بعد اتهامه بقتل أحد عناصره دفاعاً عن أرضه وأسرته.

لم تكن المواجهة متكافئة، لكنها سجلت مشهداً بطولياً نادراً في ذاكرة درنة، حيث تصدى أفراد العائلة، رجالاً ونساء، للهجوم المسلح الذي استمر لأكثر من 12 ساعة، وأسفر عن مقتل ستة من أفراد العائلة، بينهم امرأتان، وإصابة والدة العائلة بجروح خطيرة بعد تفجير المنزل بالكامل بعبوات ناسفة.

المجزرة لم تكتف بضحايا العائلة، بل امتدت لأهالي المنطقة، حيث قُتل عشرة أشخاص آخرين وأصيب أكثر من عشرين، في واحدة من أبشع جرائم تنظيم داعش بحق المدنيين في المدينة. ولم يتوقف انتقام التنظيم عند حدود الدم، بل أقدم على التمثيل بجثث الضحايا، في محاولة يائسة لبث الرعب واستعادة هيبته المنهارة.

وحتى بعد المجزرة، لم تسلم العائلة من التهديد، إذ تلقت أسماء المنصوري وشقيقتها تحذيرات مباشرة من عناصر داعش بعدم دخول درنة لحضور مراسم دفن أشقائهما.

ويُذكر أن من بين منفذي الهجوم كان الإرهابي المصري هشام عشماوي، الذي اعتُبر من أخطر العناصر المتطرفة المشاركة في أعمال العنف داخل ليبيا وخارجها، قبل أن يقع في قبضة قوات الجيش الوطني الليبي عقب تحرير درنة، ويسلم للسلطات المصرية التي أعدمته في الرابع من مارس 2020. وقد عبرت أسماء المنصوري، شقيقة الضحايا، عن شعورها بالإنصاف بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق عشماوي، الذي قاد الهجوم على منزل أسرتها وقتل أشقاءها الستة.

ومع مرور عشر سنوات، لا تزال درنة تتذكر هذه الملحمة باعتزاز، وتُحيي ذكرى من سطروا أسماءهم في صفحات النضال ضد الإرهاب، مؤكدين أن دماء “آل حرير” لم تكن مجرد تضحية، بل كانت صرخة في وجه الظلم والهمجية، وصورة صادقة لشجاعة لا تنسى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى